الأبحاث

إن الاهتمام بموضوع ضغوط العمل ازداد بشكل ملحوظ خلال العقود الأخيرة لما له من تأثير على صحة العاملين بجميع القطاعات وبخاصة قطاع الصحة وذلك لأن هذه الضغوط جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية ولذلك لا يمكن تجاهل مسبباتها أو التجاوز عنها وخصوصاً بعد زيادة تعقد الحياة وازدياد متطلباتها وما يرافقها من توتر مستمر وكذلك ازدادت حاجات الفرد ومتطلباته في بيئة متنوعة ومتسارعة خلفت معها العديد من الآثار النفسية والاجتماعية، وقد يكون العاملون بمجال الصحة النفسية من الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين بالمستشفيات النفسية الأكثر عرضة الضغوط العمل؛ وذلك لما يقدمونه من خدمات إنسانية هامة بالإضافة إلى ساعات العمل الطويلة وإضافية والعمل خلال العطل وكذلك المناوبات الليلية، وأيضاً قد يواجه الأخصائي النفسي ضغطاً اجتماعياً من أقارب المريض ومرافقيه كل ذلك من شأنه أن يولد ضغوط تؤثر سلباً على أدائهم لواجباتهم وعلى جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرض. تعد ظاهرة الاحتراق النفسي من المفاهيم الهامة في مجال الضغوط المرتبطة بالعمل وذلك بوصفها المحصلة النهائية التي تنجم عن تعرض العاملين لضغوط ومشكلات مزمنة في مجال العمل، وقد أثارت هذه الظاهرة اهتماماً كبيراً في مجال الدراسات النفسية والسلوك التنظيمي بشكل خاص لما تتركه من نتائج سلبية تصيب العاملين والتي قد تصل بهم إلى الشعور بالعجز والإنهاك الجسدي والاستنزاف الانفعالي، إضافة إلى فقدان الحماس والطموح وهذا بدوره ينعكس على أدائهم وتوافقهم في وظائفهم نعيمة طابي 2013 (202) المشكلة: ضغوط العمل من المشكلات الهامة التي تفرض على الباحثين المهتمين بمجال البحوث النفسية ومعرفة المشكلات المترتبة عليها حيث يُعد الأخصائي النفسي عُرضة للكثير من العوامل التي تؤثر عليه والتي قد تنعكس سلباً أو إيجاباً على حياته المهنية والاجتماعية.